فرعون مصر المدير العام
الابراج: : الأبراج الصينية: : تاريخ التسجيل: : 07/05/2010 عدد المساهمات: : 890 عدد النقاط: : 7649 المزاج: : الاوسمه: :
التميز :
| موضوع: القاهرة عند منتصف ليل الخميس الماضى الأحد مايو 09, 2010 11:32 pm | |
|
عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة مساءً .. |
| كعادتها تعج بالحيوية و النشاط ، الحركة تدب فى كل اتجاه .. و يتواصل المشهد اليومي من قاهرة المعز .. حيث ساحاتها المترامية .. و ميادينها الفسيحة .. و مآذنها العالية .. و مناطق التجوال المنتشرة فى كل أنحاء العاصمة .. روح من الحياه المثيرة تدب عند كوبرى قصر النيل .. و يترامى الأحبة ,, و الأسر التى خرجت لتستنشق عبير الهواء القادم مع رياح النيل الآخاذة .. | مواطنون بسطاء ، و شيوخ كبار .. رجال و سيدات .. أطفال و شباب .. يواصلون سيرهم فى مختلف الإتجاهات فى حركة دائرية و متسارعة .. كل فى مساره .. فهذا سائق تاكسي يقطع شوارع القاهرة و ميادينها .. ذهاباً و إياباً .. و ذلك بائع متجول .. أثر أن يسهر الليل باحثاً عن رزق أولاده .. وسط حياه أصبحت ضروراتها الملحة تفرض عليه و على أمثاله أن يواصلوا الليل بالنهار .. كى يوفروا لقيمات خبز جافة لأطفالهم |
- هكذا فى الحياه فى القاهرة .. تأخذ دورتها .. و كأنها ترس فى ماكينة .. تواصل سيرها عبر الأفق اليومى الشاسع .. لترسم للواقع صورة مكررة من نمط حياتى أدمنته القاهرة .. تلك العاصمة الفريدة بين عواصم الدنيا .
و عند القلب .. و فى منطقة وسط العاصمة .. و على بعد أمتار قليلة من ميدان التحرير أشهر ميادين مصر و أكبرها . . و على بعد دقائق من الأزهر الشريف .. و من أضرحة سيدنا الحسين و السيدة زينب ، و السيدة عائشة ، و السيدة نفيسة ( رضى الله عنهم جميعاً ) | *كان واقع آخر يتشكل فى هذه اللحظات .. ليرسم صورة مغايرة .. و يضع فوق وجه القاهرةالسمح و قلبها المؤمن .. و عقلها الفريد .. ملامح جديدة و غريبة .. و مثيرة ففى أحد الفنادق فى القاهرةالكبرىو التى تعج بحياه حافلةعلى مدار الأيام .. و بشكل أكثر خصوصاً فى ليلة الخميس ..كان فندق هيلتون رمسيس .. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يعيش لحظات فريدة .. واستثنائية .. فقد تزين الفندق .. و تجمل .. لا ليستقبل احتفالاً بمناسبة عادية .. أوبزفاف خاص .. أو ببهجة كتلك التى تحياها قاعاته كل ليلة .. بل كان الجو المحيطيُوحى بشئ غريب ... لم تعتده الأعين .. و لم تلمسه العقول .. و لم يخطر على عقلبشر .انتشرت الزهور .. و الورود .. و أُطلق البخور .. و استعدت فرق الرقص و الغناء .. لتنشد نغماتجديدة .. على وقع أهازيج .. تتمايل رياحينها هذه المرة بشكل لم تشهده مصر منذحباها الله بدين الإسلام و المسيحية .. فعند الثانية عشرة مساءًبالتمام و الكمال ..كانت إحدى قاعات فندقهيلتون رمسيستشهد حفل زفاف هو الأول مننوعه فى بلد الأزهر الشريف ..و قف الجميع مشدوهين . وهم يشهدون ( رجلين ) يترجلان من سيارة فخمة .. مزينة بالورود و الزينة .. توقفتعند باب الفندق ليهبطا منها .. و فى لحظات كان الرجلان يتأبطان بعضهما بعضاً ويتقدمان وسط فرقة الموسيقى التى راحت تزفهما فى مشهد غريب .. أثار كلالموجودين داخل الفندق .. و فى قاعات استقباله .. و فى ردهاته الرئيسية .توجه ( الرجلان ) بخطوات وئيدة إلى حيث موقع الإحتفال بهما ... فى حفلالزفاف الذى تقرر فى تلك الليلةالغريبة ..رجال و نساء جاءوا ليجلسوافى مناضد متفرقة .. ( رجلان معاً ) .. أو سيدتان معاً .. فقدكان المشهد غريباً و مثيراً .. و راح من يشهدون ما يجرى يفتحون أعينهم . غيرمصدقين ما يحدث امامهم ..و ما هى إلا لحظات حتى دلفالعروسان ( الرجلان ) إلى داخل القاعة .. تستبقهما أصوات زاعقة .. فيما راحا يتبادلان ابتساماتالإعجاب و الحب .. فى مشهد بدأ فيه كلاهما .. سعيداً متباهياً . و كأنه يُزف إلىالدنيا كلها راح من شهدوا هذا الموقفالغريب .. يتساءلون عن هذا الذى يحدث !! ..و راح آخرون يضربون كفاًبكف ..و راح من شاء حظهم أنيتواجدوا مصادفة فى المكان يلعنون ما يشهدونه ..و هم يرددون ( نستغفر الله العظيم .. منكل ذنب عظيم) ..و حين تنامت الأسئلة و تصاعدت عنجنسية هذين اللذين أقدماعلى هذه الفعلة المرذولة و الغريبة على المجتمع المصري و التى تجرى على أرض قاهرة المعز ؟..جاء الجواب على لسان بعضالحضور ( إنهم كوايته ) ..رفض المجتمع الكويتى والدولة هناك أن يسمحا لهما بهذا الزفاف ..و لكن مصر رحبت ..و فتحت لهما الأبوابليكونا أول زوجين - رجلين(يتزوجان بعضهما البعض علىأرض مصر ).* كان الجواب كالصدمة التى أصابت من تواجدوا مصادفة و من راحوا يرقبون مجريات مايحدث .. و الغيظ يأكلهم .. و قلوبهم تتمزق .. و راحوا يسألون أنفسهم عن هذا الهوان.. و الإجتراء على الدين .. و تجاوز المقدسات .. و السماح بالمحرمات فى بلد الأزهرالشريف .. الذى تجرى على أرضه وقائع زفاف اثنين من الشواذ . كان المشهد درامياً .. ففى منتصف القاعة جلس العروسان .. الذكران ( الرجلان ) على كرسيين متجاورين .. تحيط بهما الزهور من كل اتجاه .. بينما راحت أصوات الموسيقى الحالمة تصدح فى أروقة القاعة .. لتبعث بالراحة فى الآذان . | كان الزوج - أو من أُطلق عليه هذا اللفظ .. ممتلئ الجسد .. ضخم الملامح .. و كانشعره يتدلى على ظهره و كأنه شعر فتاه .. أرادت أن تطلق شعرها لجذب مفاتنهاللناظرين .. أما الآخر الذى اُطلق عليه الزوجة فكان ذا قوام نحيف .. رشيق بعضالشئ .. و إن كان شعره أقل من شعر الزوج ، كان الجميع يراقب نظراتهما . وابتساماتهما .. و مغازلاتهما لبعضهما البعض .. كانا يتهامسان .. ثم تكسو وجهيهماضحكة عريضة .. و فى مشهد لا يخلو من دلالات .. راح كل منهما ينظر إلى الحاضرين ..و يوزع ابتساماته عليهما ..صوت الموسيقى يعلو .. و الجو يزداد سخونة .. أغان خليجية ... و أخرى أجنبية ..يتردد صداها فى أجواء القاعة .. يدعو منسق الفرقة الموسيقية العروسين .. الرجلين.. للتقدم إلى منتصف الصالة .. و على انغام الموسيقات المختلفة .. الصاخب منها ..و الكلاسيكى الهادئ .. راح كلاهما يستعرض مفاتنه فى وصلات راقصة .. لم تخل منإيحاءات بعينها .. حتى أن الرجل العروس كان يرقص و كأنه ينافس أشهرالراقصات ... أما ( العريس ) ضخم الجثةفكان يهز جسده بالكاد ...و يسعى قدر جهده لتوفير طاقته لاستخدامها فى الوقت و اللحظة المناسبتين .. فبعدساعات قليلة سوف يكون على موعد مع ليلة العمر .و حين راح ( العروسان الرجلان ) يواصلان وصلات الرقص على مختلف الموسيقات ...اندفع العديد من الشباب الخليجى إلى قلب القاعة .. يتمايلون و يرقصون .. و يرددونأغانى شاذة . و نشازاً ، و كانت اشكالهم جميعاً و ملامحهم تكشف عن طبيعتهم وتركيبتهم .. و كانت نظراتهم تحمل من الإيحاءات .. ما يتجاوز حدود الكلام .* هكذا استمرت الرقصات الشبابية لأكثر من نصف ساعة .. وسط حالة من الفرح و البهجةالغريبة .. و فى لقطة درامية راح العريس يحكى وقائع قصة العشق و الوله التى ربطتهبمحبوبه و عروسه الرجل .. نظر إلى الحضور .. و أمسك بسماعة الحضور ليروى .. بإثارةو تشويق وقائع الغرام الذى ربط بين قلبه و قلب الرجل الذى أحبه منذ سنوات طوال ..قائلاً إنه صعد فى مواجهة كل الضغوط التى تعرض لها .. لكى يظفر بمحبوبه .. و عشقهالأول فى الحياه .. و راح يحكى بألم عن بلده و أهله فى الكويت الذين ضنوا عليهبالحنان .. و رفضوا أن يسمحوا له بإقامة حفل زفافه من حبيبه على أرض بلاده ..مُبدياً تأثره الشديد بهذا الموقف غير المبرر - حسب وصفه - و لكنه يحمد الله أنمصر .. الكبيرة .. و الحنونة قد فتحت له ذراعيها .. و قبلت أن يُقام حفل زفافه علىحبيبه فوق أرضها .. و من هنا فقد قرر أن يأتى و يحتفل بزفافه فى مصر أرض الأهراماتو التاريخ و الحضارة .. ليستمتع هو و حبيبه بشهر العسل على ضفاف النيل الخالد ..ليعيش لحظات السحر المصرى فوق ربوع هذا البلد الذى فتح لهما ذراعيه .. و احتضنهما.. بعد أن تجاهلهما أهلهما هناك فى الخليج .و بعد وصلة من التصفيق الحار الذى قوبل به كلام العريس ( الرجل ) .. راح العريسالرجل يحكى من جانبه قصة الذكريات السعيدة ... و لحظات الإرتباط الأولى التىجمعتهبحبيب القلب .. و يروى وقائع الكبت و الحرمان و القيم البالية فى بلاده التى منعتهمن الإرتباط بأعز إنسان لديه فى الوجود .. و يوجه الاتهامات لما وصفها ( بالعاداتالذميمة ) التى تحرم الغنسان ( الذكر ) من أن يمارس الحب مع حبيبه ( الذكر ) .. ولم ينس أن يشكر مصر ذات القلب الحنون التى جمعت المحرومين .. و المطاردين علىأرضها و منحهما حبها لقبول زواجهما على أرضها .* و ما هى لحظات حتى كانت القاعة التى ازدحمت بالحضور تعلن عن بدء فاصل جديد منالرقص .. إذ تسللت إلى منتصف القاعة راقصة شابة .. كان المجون بادياً على وجهها .اتجهت صوب العروسين الرجلين و راحت تتمايل بينهما فى تؤدة .. و تعبر عن محبتهالشجاعتهما .. و راحت تدعو الفتيات الموجودات فى القاعة لكىيشاركنها فرحة الزفاف .. فاندفعن فى مساخر زاعقة .. يحيطن بها من كل إتجاه .. وهنا يتقاذفن ذات اليمين و ذات الشمال .. ليعربن عن سعادتهن بهذا الحدث الذى سيفتحالطريق أمامهن .. لكى تتزوج كل منهن من تحب من بنات جنسها .و وسط السخط الذى عم المكان .. تقدم أحد العاملين بالفندق .. يدفع بتورتة كبيرةأمامه ( متر × 2 متر ) كتب عليها اسم الزوجين الرجلين ( الرجلين ) .. و كما يفعلفى حفلات الزفاف العادية .. راح يقدم لهما سكيناً ، و طلب منهما قطع تورته الزفاف.. إعلاناً ببدء الخطوات العملية لعقد الزواج الأبدى بين الزوجين .على أنغام الموسيقى الهادئة .. تقدم الزوجان .. أمسكا بالسكين .. و برقة شديدةجرى قطع التورتة التى رُسمت على شكل قلب .. فيما راح الحاضرون يصفقون إعجاباً ..ثم تواصلت الرقصات .. و راح برنامج الحفل ياخذ طريقه حتى الخامسة صباحاً .. وسطضجيج الذكور .. و عواء الإناث الذين شاركوا العروسين الرجلين فرحتهما .و بينما كانت مآذن القاهرة تصدح بآذان الفجر .. و كانت آيات الذكر الحكيم تصدح فىجنباتها و فيما كان المصريون يتأهبون للخروج إلى أعمالهم بسطاء و عمال و فقراءيستعيذون بالله من الشيطان .. و هم يتوضأون ليصلوا الفجر .. و يستعدون لبدء يومجديد فى حياه شاقة .. ملؤها التفاؤل و الأمل .. كانت وقائع أخرى تجرى داخل الفندق.. حيث راحت فرقة الزفاف تزف العروسين ( الرجلين ) إلى غرفة مشتركة .. تم حجزهاخصيصاً فى الفندق .. أُغلقت الأبواب و طُويت صفحة الفرح .. و شهد من شهد .. و بدأتأولى ليالى العمر بين رجلين .. ضاقت بهما أرض بلدهما الكويت .. فوجدوا متسعاً فىمصرنا .. و فى قاهرة المعز .. ليرتكبا الرحام .. و ليمارسا الشذوذ من فوق شاطئنيلنا الخالد .و فيما كان الهدوء يخيم على المكان .. و فيما كانت بواكير الصباح تنبئ عن يوم جديد.. و كان المشهد العبثى يثير الحاضرين من إدارة الفندق .. إلى رجال الشرطة والسياحة و أجهزة الدولة .. لكن أحداً لم يعترض .. فنحن فى أشد الحاجة إلى دخلالسياحة .. و أموالها يجب أن تتدفق على خزانة الوطن .. ليس مهماً الوسيلة أوالطريقة .. بل الغاية هى الهدف . ليس مهماً الحلال و الحرام .. ولا غضب الله سيحانه و تعالى .. بل كل شئ يهون طالماأن الدولارات و الدنانير تقتحم الجيوب .. ليس مهماً الإساءة إلى بلد الأزهر .. و لا المس بطهارةأولياء الله الصالحين .. القابعين على بعد خطوات من موقع المهزلة التى حدثت ..المهم فى نظر هؤلاء أن تكون مصر بلد الحضارة و الرياد ة.. و بلد الحرية .. و بلدكل شئ .. فلقد عز الشرف ... و غابت المعايير .. و تراجعت الأخلاق .. و سقطت قيمكنا نظنها صامدة .. و لكن .. و يا للمأساه.. فها هى تتحطم أمام أعيننا دون أن نحرك ساكناً . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] امضاء : الفرعون الصغير
| |
|